نبذة عن الفيلم:
الإقتراب من الموت عدة مرات تحت القذائف في دمشق، أصبح دافعاً لتغيير جذري ثانِ في حياة سلام الزهيري. فبعد أن أصبح “اشكندا” ـ رتبة رجل دين صابئي ـ نتيجة لشعوره بالألم وفقدان الهوية، إثر هجرته مع عائلته ومعظم أفراد الطائفة المندائية، من العراق الى دمشق، منذ عام 2004 نتيجة للحرب في العراق، غادر معظم أفراد هذه الأقلية الدينية والعرقية العراق مجبرين لكون دينهم يحرم القتال عليهم، وبالتالي لم يكن أمامهم حل سوى أن يهربوا ويندثروا (كونهم ديانة مغلقة)، أو أن يموتوا. تصبح الحرب الجديدة التي يعيشها للمرة الثانية في سوريا، مصدر الهام له ليعاود ممارسة فن النحت الذي انقطع عنه منذ أكثر من 13 عاماً. وبدعم من ابنته نورا والفنان السوري فادي يازجي يتمكن تدريجياً من تجاوز إشكالية رجل الدين/ الفنان، وينحت تمثال “الصرخة”، صرخته لإيقاف كل هذا الموت والتشظي الإنساني. تدور أحداث الفيلم مع عائلة الزهيري في بلدة جرمانا بريف دمشق، ينطلق الفيلم من أسطورة الطوفان الرافديني في إسقاط على الحروب الشرق أوسطية الحالية، ومن خلال عائلة الزهيري تُطرح أسئلة الهوية والأثر، واستعادة الحياة بعد الدمار التام، مع عائلة مهاجرة إلى بلد أصبحت هجرة سكانه تُشكل إحدى أكبر هجرات العصر الحديث.