اعتبرت إدارة مهرجان القدس السينمائي الدولي أن فيلم ” صالون هدى” يشوه ويسيء لنضال الشعب الفلسطيني، وأنه لا يمكن أن يكون فيلماً فلسطينياً، حيث لا علاقة له بالأفلام الفلسطينية.
واشار الدكتور عزالدين شلح مؤسس ورئيس المهرجان على أننا تعودنا أن نشاهد أفلام فلسطينية ملتزمة في خطها الوطني والأخلاقي والتي تحمل رسائل إيجابية سواء للمجتمع العربي أو الدولي. مؤكداً على أن الفيلم يحمل رسائل سلبية عديدة وأنه ليس مقتصراً في سلبيته على المشهد الإباحي، بل أظهر المرأة الفلسطينية المناضلة بأنها ساقطة في خيانة وطنها، ولم نرى شخصية امرأة واحدة مناضلة بالفيلم.
إن الفيلم يتبع في جنسيته الى جهة الإنتاج وليس للمخرج ولا حتى الموضوع أو الممثلين وفي فيلم ” صالون هدى” جهات الإنتاج المشاركة عديدة ومنها الفلسطينية، ومنها أيضاً التمويل الهولندي الذي له شروطه في الإنتاج.
وأضاف شلح أن المشاهد العارية في الفيلم بالنسبة للمخرج هي تذكرة الوصول للشهرة وتسويق الفيلم على حساب القضية الفلسطينية، لكنها شهرة تتنافى مع قيمنا الأخلاقية وكل القيم الإنسانية، لقد كان بإمكان المخرج أن يوصل الرسالة دون التعرض لهذه المشاهد الإباحية، والمفارقة أن المشاهد الإباحية ظهرت بكل تفاصيلها بدل الايحاء لها، أما مشهد قتل هدى والذي كان يمكن أن يظهر بالفيلم ليعلن عن مصير من يخون بلده، جاء بشكل ايحاء حيث سمعنا فقط صوت العيار الناري.
حين نتناول قضية مجتمعية من الواقع، لا يمكن أن نظهر الجانب السلبي منها فقط، ولكن علينا أن نتناول ايضاً الجانب الإيجابي وإلا بذلك يكون المقصود التشويه والإساءة، كما يمكن اظهار الجانب السلبي لتوظيفه في خدمة الرسالة الإيجابية التي يجب أن تصل للمشاهد، حيث أن الكثير من النساء شكلن صمود في المعتقلات الإسرائيلية يدرس في التاريخ، ومنهن من ضحت بأغلى ما تملك من أجل الوطن.
الغريب أنه حين جلس حسن مسؤول المقاومة ليحقق مع هدى التي اسقطت العشرات من الفتيات، وكأنه يساوي بينهما، حيث جلسا على طاولة واحدة واشعلا معاً سيجارة، بل وطلبت هي منه أن يعترف لماذا انضم للمقاومة وكأنها هي من تحقق معه وأنها سوف تعترف له بما لديها بعد اعترافه، فيعترف لها حسن بما لديه، ليمرر المخرج ويظهر ويقدم حسن مسؤول المقاومة على أنه خائن لصديقه ولوطنه واعترف للاحتلال عن صديقه وساهم في قتله قبل أن ينضم للمقاومة وأنه ضحى بصديقه ليحافظ على نفسه، وبذلك قدم نموذج سلبي للمقاوم الفلسطيني، وللمرأة الفلسطينية والنضال الفلسطيني في مواجهة الاحتلال.